عندما كنت لا ازال بداخلك ، اتغذى مما تأكلين عبر هذا الحبل الذى يصلنى من سرتك الى معدتى مباشرة ...كنت اتسائل دائما كيف تكونين خاصة عندما كنت أسمعك تغنين وتكلميننى واسمع صوت أجش يسالك بكل سخرية هل تعتقدين انه يسمعك ؟! بالطبع كنت اشعر بك يا اماه عشقت صوتك منذ الوهلة الاولى
وعندما خرجت من بطنك الى تلك الدنيا ورحت ابكى واصرخ فى وجوه من يتلقفوننى كل فترة ويقبلوننى بكل حب اسرى شممت تلك الرائحة المميزة فعرفت على الفور انها انت يا اماه
وعندما بدات ادرك واميز الاشياء من حولى ، وجدتك تنظرى الى وتضحكين لى وتحاولى اضحاكى رغم انك يبدو عليك التعب والارهاق ولكن ضحكتك الصافية تجعلنى ابتسم دائما دون مجهود يذكر
وعندما كبرت قليلا كنت احزن عندما تقومين بتعنيفى واقسم بداخلى الا اكلمك مجددا ، وبعد دقائق اجدنى اقفز فى احضانك طالبا السماح حتى تخبزى لى تلك الكعكة الشهية وانت تعرفين ذلك وتضحكى وتخبزينها بطيب خاطر
وعندما نضجت واصبح طولى يقارب ان يلامس سقف منزلنا المتواضع ، انظر اليك وابتسم تلك الابتسامة الطفولية برغم وجود هذه اللحية والشارب بوجهى وتنظرى الى بدورك وتبتسمى ابتسامة انا فقط اعرف مغزاها وأطلب منك ان تحتضيننى فتبتسمين وتدخلى الى حضنى وتقولين انه دورك الان يا بنى وتبتسمى
وحينما اراك مريضة ورغم ذلك تنتظرى عودتى من الخارج حتى يطمئن قلبك برغم اننى قد جاوزت الخمسة وعشرون عاما ولكنك مازلت ترى فى هذا الطفل الذى لم يتعد الخمسة سنوات من عمره
ورغم كل ما قمت به طوال حياتك من مساعدة او دعم او دعوة من القلب الى الخالق ان يرزقنى ويفتح لى ابواب رحمته دائما ، رغم كل هذا اشك اننى سأوفى لك ما قدمتيه لى طوال عمرى، وربما تكفى كلمة احبك تلك التى ارددها على مسامعك قبل نومى وادعو الله ان يطيل لى فى عمرك حتى يتسنى لى رؤية تلك الابتسامة وسماع دعوتك الغالية
والدتى العزيزة...أحبك
No comments:
Post a Comment