تستيقظ من نومها فزعة يتصبب العرق من كل مسام جلدها تشعر بالاختناق فتمتد يدها بكل تلقائية الى عنقها لتخفف من حدة تلك الياقة الضيقة ولكن سرعان ما تنتبه انها لا ترتدى الا هذا القميص الخفيف فمن اين اذا يأتى هذا العرق والاختناق ؟!
تذهب لتشرب كوب من الماء البارد ، تمشى الى مطبخها حافية القدمين ...دائما كانت تحب ان تمشى حافية وتشعر بتلك البرودة وتبتسم كطفل مازال فى اعماره الاولى بتلك الدنيا يستمتع بتلك اللحظة بكل براءة .
تتذكر لومه لها عندما يراها هكذا ويرجوها ان ترتدى شىء كى لا تصاب بذات الرئة او ما شابه وتنصاع اليه بعدما تبدى امتعاضها من هذا الامر ولكن فى قرارة نفسها تضحك كطفلة تبلغ من العمر سنتين وربما اقل .
ترتشف من الكوب الماء البارد ولكن لازال جسدها ساخن والعرق يسيطر عليها تشعر وكأن هناك من يجثم فوق صدرها ...تشعر بالاختناق ولكن لا تستطيع ان تبعد هذا الشعور عنها
تعود مجددا الى فراشها الوثير لتحاول ان تنال قسطا من النوم بل ذهابها للعمل مبكرا ...ولكن عيناها تنظر من حولها ...انفها تلتقط رائحة مميزة ...رائحة عطر بشرى اخاذ قد اعتادت عليه تنهض مسرعة من مكانها وتلتفت يمينا ويسارا ولكن ...انه الاشتياق
الاشتياق له ...الى رائحته...الى وجوده بجانبها الى تلك الهالة المضيئة التى ظلت تؤكد له انها تراه وهو يسخر منها ولا يهتم ...ولكنه رحل
نعم رحل يا عزيزتى ...مخاطبة نفسها لن يعود بعد الان ...لا لم يرحل مالزلت رائحته فى كل مكان نعم ...انا اشعر به يلف يديه حول صدرى ويضمنى بقوة اليه ..اشعر بهذا وبقوة..ولكنه شعور زائف
شعور الحنين يؤلمنا دائما ويجعلنا نشتاق ...الى من ...الى ماذا او كيف ...لا احد يدرى ...جل ما ندركه اننا نشتاق اليهم ..فقط
!!